تاريخ وحداثة ملعب لوفتوس فيرسفيلد بجنوب أفريقيا
ملعب لوفتوس فيرسفيلد اراداة التاريخ وروح الحداثه فى قلب مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، من أعرق وأقدم الملاعب الافريقيا، حيث يجمع بين عتق الماضي وحيوية الحاضر، انه ملعب لوفتوس فيرسفيلد الذي تأسس عام 1906 وكان يجمع بين رياضتي كرة القدم والرجبي، كشاهد على إرث رياضي عريق ليصبح اليوم أيقونة حديثة تتسع لأكثر من 50 الف متفرج بعد تجديده الجذري عام 2008
نشاة وبناء ملعب لوفتوس فيرسفيلد
بدايةٌ متواضعة في عام 1906، حيث كان مجرد أرضٍ فارغة تُحتضن أحلام الرياضيين، ليتحوّل عبر السنين إلى تحفة معمارية تروي قصةَ إصرارٍ وتطوُّر. ففي 1923، نُصِبَ أول هيكل خرساني يضم ألفي متفرج، حاملاً اسم «إيسترن سبورتس»، كبدايةٍ لسلسلة تحوُّلات جذرية.لم تكن الرحلة سهلة، لكنها كانت مليئةً باللحظات الفارقة! فبعد خمس سنوات فقط، وتحديداً عام 1928، شهد الملعب دفعةً كبيرة بفضل الجولة الرياضية لمنتخب نيوزيلندا للرغبي في جنوب إفريقيا، والتي وفَّرت موارد مالية مكَّنت الاتحاد المحلي من بناء غرف لتغيير الملابس ومرافق صحية، ليرتدي الملعب ثوباً أكثر احترافية.
ومع مرور العقود، لم يتوقف الإبداع هنا! فمع كل تحديث، كان الملعب يُضفي لمساتٍ تعانق المستقبل. حتى جاءت لحظةُ التتويج عندما استعد لاستضافة كأس العالم 2010، حيث خضع لتعديلاتٍ دقيقة لتلبية معايير الفيفا الصارمة: من تطوير البنية التحتية الإعلامية لتنقل الحدث للعالم، إلى بناء سقفٍ جديد يظلل جماهير أحد المدرجات، كضمانةٍ لراحتهم وسط زخم البطولة.
اليوم، يقف الملعب كشاهدٍ على أن التراكم الصغير للإنجازات يصنع تاريخاً عظيماً. فمن أرضٍ بلا ملامح إلى صرحٍ رياضي يُحاكي بمواصفاته العالمية، يظل لوفتوس فيرسفيلد رمزاً لجنوب إفريقيا التي تُحوِّل التحديات إلى قصص نجاحٍ تخلَّد في الذاكرة.
ماهو سبب تسمية هئا الملعب باسم لوفتوس فيرسفيلد ؟
في عام 1932، شهد المدرج الشرقي للاستاد لحظةً مأساوية غيّرت مسار تاريخه، عندما رحل المدير الرياضي روبرت أوين لوفتوس فيرسفيلد فجأةً إثر أزمة قلبية قصمت حياته. لم يكن رحيله مجرد خبرٍ حزين، بل شرارةً ألهمت مسؤولي اتحاد الرغبي في جنوب إفريقيا لتخليد اسمه على هذا الصرح الرياضي، فقرروا إطلاق اسمه على الاستاد تكريماً لذكراه وإنجازاته.ومنذ تلك اللحظة، تحوّل المأساة إلى إرثٍ دائم. حمل الملعب اسم «لوفتوس فيرسفيلد» كشاهدٍ على وفاءٍ نادر، رغم أن رياح التغيير التجاري هبّت عليه في فترات لاحقة، حيث أضافت صفقات الرعاية أسماء شركات إلى الاسم الأصلي. لكن كلمة «لوفتوس فيرسفيلد» بقيت كالجذور العميقة التي لا تُقتلع، تذكيراً بقيمة الرجل الذي وهب حياته للرياضة، وبقرارٍ إنسانيّ حوّل الفقد إلى رمزٍ للامتنان.
اليوم، كلما دُوّي الاسم في سماء بريتوريا، يعود الزمن إلى الوراء ليروي قصةَ شغفٍ انتهى جسدياً، لكنه تحوّل إلى جزءٍ من هوية مكانٍ لم يعد مجرد ملعب، بل ضريحٌ رمزي لروحٍ رياضية خالدة.
.png)